عن المشاعر الإيجابية
تفاجئك زخات مطر رقيقة تطرق زجاج سيارتك الأمامي لتتداخل مع صوت أبو نورة الذي يردد "سايق الخير ساقك" في إشارة تحتمل أن المقصود هو المطر! مساء دافئ رغم البرد، حنون رغم تمرد آلام البطن، هادئ رغم صخب الشارع.. وسائل التواصل.. الرياض.. المملكة.. الأرض التي استعارت من السماء زرقتها لتحتفل بالهلال بطلاً لآسيا دون أن أقع في فخ الحديث في الرياضة فاضحةً جهلي! يغيضني وصف المشاعر بإيجابية وسلبية ولكلٍ تعريفه. تستفزني موجة الإيجابية الطاغية حالياً؛ فهذا مدرب حياة، وذلك سكيولوجي وآخر مختص بالطاقة وغيرهم. تختلف المسميات إلا أنهم يتفقون على الترويج لأفكار يصفونها بالإيجابية إلا أنهم بذلك يحيدون عن الواقعية ويفرطون في رفع توقعات الشخص مما يجعله بنظري هشاً في حال اصطدم بأي حدث لم تتمكن إيجابيته – كما يصفونها- من تجاوزها! من حق كل شخص أن يتفاعل مع الحياة ومؤثراتها بمشاعر كاملة تتوافق مع التغيرات الحياتية وهذا جزء متوافق مع طبيعته الإنسانية التي تتشكل من كتلة من المشاعر المختلفة والمتفاوتة بين الكمد والسعادة. ولا يفوتني قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أتم البشر عند وفاة ابنه إبراهيم ...