هذه التدوينة ليست لمن يبحث عن فائدة!
تبيه!
هذه التدوينة ليست لمن يبحث عن فائدة، وإنما كُتبت لإثبات استمرارية
المدونة من جهة ولاستعادة اللياقة الكتابية بعد دحر التخوف من جهة أخرى.
لا أعرف كم من الوقت استغرقت نفسي لمجاهدتها للبدء بكتابة هذه الحروف-
ولعل كورونا عودتنا عدم احتساب الوقت- على
أمل ألا يحسن الظن بي قارئ ويلتمس العذر بمسكينة مشغولة، وإن صدق ذلك في بعض الأيام إلا
أنني من أنصار مذهب غازي القصيبي رحمه الله في (إذا أدرت لأمر أن ينجز بسرعة
فأوكله إلى مشغول).
كنت اعتقد أن السبب في ذلك يعود إلى فترة الحظر وما صاحبها من آثار
نفسية وإن كان بعضنا لم يشعر بها إلا أننا لا ننكرها إذا ما وضعنا بالاعتبار
تأثيرها على اللاواعي فينا، ومن الأفضل في تلك الفترة التركيز على السلامة
النفسية. وهنيئاً لمن تمكن على الرغم من الظرف من اكتساب عادة أو مهارة أو
تطويرها. عن نفسي لا أخفيكم أنه وبعد علاقة متوترة مع صناعة الحلويات والكيك نجحت
في القفز بالعلاقة إلى مراحل متقدمة.
إن الركون إلى تلك الفترة كعذر يكون مبرراً في الحالة التي يستمر فيها
منع التجول والحظر والانقطاع عن طبيعة الحياة التي ألفناها وأثرت بنا، غير أننا
ونحن نعيش مرحلة العودة بحذر واستعادة شيء
من روتيننا اليومي الذي أحمد الله صباح مساء على أن رزقني إياه مستشعرة مقولة غسان
كنفاني( لك شيء في هذا العالم فقم) وبالتالي التمايز بين الأيام يفترض أن يحل
العقدة. لا أعرف سبباً بعد دراسة الحالة والكثير من البحث والغوص في الأعماق سوى (عن
ماذا اكتب) أخشى في قرارة النفسي الثرثرة بغير معنى واحترم نفسي قبل احترام القارئ
ووقته الذي قد يهدره دون أي فائدة تذكر وبالتالي ما قد يكونه من رأي عني.
الشح في التجارب، اختبارات المشاعر والمواقف، التأثير على الحالة
النفسية والمزاجية بسبب طبيعة المرحلة تجعل من المخزون الفكري والثقافي والاجتماعي
والكتابي هزيلاً. قرأت صفحات كثيرة وكتب إلا أن لا شيء يثيرني.. لا أفلام تسرق
تركيزي ولا مواقف عابرة تترك أثرا يغالب أجفاني الناعسة في ليلة دوام سبقها نوم
لساعات تكاد تكفي نهار عمل. قد يقول قائل
الحل ألا تكتبي فلا تخلقي مشكلة، وهذا صحيح طالما لم تكن قد قررت أن تجعل الكتابة
هواية ومتنفساً ومهارة تنوري تطويرها وربما احترافها ووسيلة للتعبير.
إن كان ذلك امتداداً لتأثيرات الجائحة باختلاف أشكالها على كل فرد
فإنها تحتاج الالتفات بجدية لعلاجها خشية طول المدة وصعوبة الحل. وفي ظرف آخر قد
تكون نتيجة مشاعر ملل كتلك التي تزورنا بين فترة وأخرى.
لا أعرف عن ماذا أكتب، لذا قررت أن أكتب عن السبب الذي لا يدعني أكتب.