نوف المعيذر

إن من أصعب المواضيع حديثاً ما اتصل بفلسفة الإنسان ومشاعره، وذلك لكون الإنسان بدايةً فيه من العقد ما الله به عليم. وثانياً لأن المشاعر الإنسانية نسبية؛ فمن البشر من هو متدفق العاطفة ومنهم المتزن ومنهم الجاف ولكلٍ تبعته. غير أني كنت ومازلت أؤمن بأن بالحب كحقيقة معنوية لا تقف عند حدود الفلسفة ولا تخضع لدروس المنطق ولا لمعادلات الحساب. الحب شعور مجرد، وقيمة إنسانية لا تحتاج إلى إثبات ولا تخضع لاختبارات. ومتى ما دخلت فيه الماديات أفسدته. غير أن الشعور به قد يدفع إلى بذل كل ما نمتكله أو ما لا نمتكلمه بمحاولة الحصول عليه ولو من تحت أنقاض أنقاض الأرض. الحب طاقة وتجلي.  كما أن المحب كـأصل، لا يتوانى عن فعل المباح وغير المباح في سبيل الظفر بمحبوبه، أما ما دون ذلك فلا يسمى بحب. وإن الكثير في مجتمعنا المغلق شرعوا قلوبهم للحب بالوسائل المتاحة، فإنهم وإن لم يحبوا على طريقة الشعراء أو كما روى لنا الأدباء إلا أنهم أحبوا بصدق ووفاء وإن كان بالمراسلة مثلاً. ولا يدعي أحد العصمة من الحب، إذ أنه لا سلطان على القلب غير أن كل ما يمكن أن يُقال أن القدر لم يختر قلبه بعد.  خالد الفيصل قال: ( كم ع