المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠١٩

عن المشاعر الإيجابية

تفاجئك زخات مطر رقيقة تطرق زجاج سيارتك الأمامي لتتداخل مع صوت أبو نورة الذي يردد "سايق الخير ساقك" في إشارة تحتمل أن المقصود هو المطر! مساء دافئ رغم البرد، حنون رغم تمرد آلام البطن، هادئ رغم صخب الشارع.. وسائل التواصل.. الرياض.. المملكة.. الأرض التي استعارت من السماء زرقتها لتحتفل بالهلال بطلاً لآسيا دون أن أقع في فخ الحديث في الرياضة فاضحةً جهلي! يغيضني وصف المشاعر بإيجابية وسلبية ولكلٍ تعريفه. تستفزني موجة الإيجابية الطاغية حالياً؛ فهذا مدرب حياة، وذلك سكيولوجي وآخر مختص بالطاقة وغيرهم. تختلف المسميات إلا أنهم يتفقون على الترويج لأفكار يصفونها بالإيجابية إلا أنهم بذلك يحيدون عن الواقعية ويفرطون في رفع توقعات الشخص مما يجعله بنظري هشاً في حال اصطدم بأي حدث لم تتمكن إيجابيته – كما يصفونها- من تجاوزها! من حق كل شخص أن يتفاعل مع الحياة ومؤثراتها بمشاعر كاملة تتوافق مع التغيرات الحياتية وهذا جزء متوافق مع طبيعته الإنسانية التي تتشكل من كتلة من المشاعر المختلفة والمتفاوتة بين الكمد والسعادة. ولا يفوتني قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أتم البشر عند وفاة ابنه إبراهيم

بعد سنة من قيادة السيارة.

 تمر سنة في هذا الشهر على حصولي على رخصة القيادة، وهي بالمناسبة حدث لا يستهان به ويستحق التخليد، دون أن يدرك المستهين بذلك كم شخص استقدمناه لمهنة سائق كاد أن يصيبنا بحادث لأنه يتعلم بنا فهو لم يسبق له أن أمسك مقود سيارة قبل ذلك. لم تجرب أخي الكريم عجيب مهمة أن تقود السيارة دون أن تقودها فعلياً لأن قدمك لم تكن على المكابح. لم تجرب اللحظة التي يغفل فيها لسانك عن قول فرامل لتتفاجأ بارتطام جزء من سيارتك بجسم أمامك والله الساتر!   إن كانت القيادة تحتاج إلى تركيز ومجهود عالي فإنها لا تقل عن الدور الذي كنا نقوم به ونحن في المقعد الخلفي. لم أتصور أن القيادة كتجربة قد تمتد آثارها بهذا الحجم الذي يصل إلى الصعيد الشخص؛ فهي سلوك، ولا أخفيكم أن نظرتي انجرحت لذلك الشخص الذي يتحدث في مقالاته عن القيم الاجتماعية والسلوكية ونقد التصرفات الهمجية وأنا أراه يمشي في كتف الطريق متجاوزاً كل السيارات المنتظمة والمتورطة في زحمة اختناق مروري ولسان حال سيارته يردد " يا أرض انهدي ما عليكي قدي". وتأكدت بعد القيادة أن تقدير الأشخاص عندي مرتفع، ولا أقصد بذلك طبعاً تقدير نوع السيارة، وإنما الامتثال

تجربة إجازة بدون مخططات!

أجريت قبل مدة عملية جراحية بسيطة استدعت بقائي في البيت في إجازة مرضية ذات طابع مختلف؛ غير مسموح لي بالقراءة أو أي من الأعمال ذات الصلة والتي تستدعي وضعيات معينة من إنزال الرأس. ولعل ذلك يقودني مستقبلاً للحديث عن تجربة السجود جالسة على كرسي مفتقدة بذلك روحانية وخشوع السجود على الأرض وكأن الأرض التي تلتصق جباهنا بها والشاهد الوحيد على حوارتنا الربانية تستأثر بالطاقة الروحية والتذلل بين يدي الله.  باختصار لا شيء يعدل لذة السجود أرضاً. فلنغتنم نعمة الصحة! لازمتني قناعة منذ أن بدأت حياتي العملية تتمثل في أنني شخص لا يطيق الجلوس في المنزل دون هدف. ومن هذا المنطلق قررت ألا استنفذ أي من رصيد إجازتي عبثاً طالما لم يكن مقترناً بسفر أو أي نشاط يخرجني من المنزل أو أني أُجن! غير أنني وبعد أن أجريت العملية الأخيرة بقيت في المنزل متجاوزةً عقدة الزمن الذي أخشى إهداره، وبدون أي عمل ذهني أو مهمة فكرية وطبعاً أي نشاط بدني. والمذهل هو النتيجة! استرخاء نفسي واتزان مع هدوء وتصالح فهمت بعدها أن الإجازة دون تخطيط تعتبر خروج عن القاعدة الحياتية التي نشأ عليها نمط حياتنا مؤخراً والمتمثل في اللهاث خلف الح