تجربة إجازة بدون مخططات!


أجريت قبل مدة عملية جراحية بسيطة استدعت بقائي في البيت في إجازة مرضية ذات طابع مختلف؛ غير مسموح لي بالقراءة أو أي من الأعمال ذات الصلة والتي تستدعي وضعيات معينة من إنزال الرأس. ولعل ذلك يقودني مستقبلاً للحديث عن تجربة السجود جالسة على كرسي مفتقدة بذلك روحانية وخشوع السجود على الأرض وكأن الأرض التي تلتصق جباهنا بها والشاهد الوحيد على حوارتنا الربانية تستأثر بالطاقة الروحية والتذلل بين يدي الله. باختصار لا شيء يعدل لذة السجود أرضاً. فلنغتنم نعمة الصحة!
لازمتني قناعة منذ أن بدأت حياتي العملية تتمثل في أنني شخص لا يطيق الجلوس في المنزل دون هدف. ومن هذا المنطلق قررت ألا استنفذ أي من رصيد إجازتي عبثاً طالما لم يكن مقترناً بسفر أو أي نشاط يخرجني من المنزل أو أني أُجن! غير أنني وبعد أن أجريت العملية الأخيرة بقيت في المنزل متجاوزةً عقدة الزمن الذي أخشى إهداره، وبدون أي عمل ذهني أو مهمة فكرية وطبعاً أي نشاط بدني. والمذهل هو النتيجة!
استرخاء نفسي واتزان مع هدوء وتصالح فهمت بعدها أن الإجازة دون تخطيط تعتبر خروج عن القاعدة الحياتية التي نشأ عليها نمط حياتنا مؤخراً والمتمثل في اللهاث خلف الحياة وفرصها.
من حق نفسك عليك أن تدللها، تتذكر احتايجها، وبالمعنى الدارج "تعطيها بريك". ولو كنت في مركز يسمح لي بنوع من السلطة لسمحت لمن أراد من الموظفين بيوم في الشهر متصلاً بعطلة نهاية الأسبوع ليتمتع به دون التزامات ليعود بعده متوقداً مرتاحاً، إذ أن راحة الروح والبدن تستتبع نشاط وإنجاز.

*من النتائج المذهلة لإجازتي الممتعة أنني عدت لعملي غير متذكرة في أي دور من المبنى يقع مكتبي والحمدلله أنني لم أنسى في أي مكان أعمل!

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إلى من يهمه الأمر!..

هذه التدوينة ليست لمن يبحث عن فائدة!

الزمان يهد الأشياء!