الزمان يهد الأشياء!
قرأت مقولة منسوبة لأرسطو يقول فيها: ( الزمن يهد الأشياء). نعيش في حيرة إزاء تحديد موقفنا من الزمن، نعيش ونحن خائفون من أن يهدنا، يهد أحبابنا، الأشياء من حولنا.. من أن يغافلنا الزمن لنجده قد هد أحلامنا، آمالنا بل وحتى مشاعرنا وفي ذلك قال فاروق جويدة:
فالعطر عطرك
والمكان هو المكان
لكن شيئاً قد تكسر بيننا
لا أنت أنت
ولا الزمان هو الزمان!
ولا الزمان هو الزمان!
لذا نعيش أعمارنا في سباق مع الزمن. نقرر أن نتزوج، ننجب في أسرع وقت، في تحقيق أكبر قدر من الإنجازات العملية، في أن تعبر لأحد عن صدق شعورك قبل أن يبرد والكثير الكثير، والقاعدة في ذلك إن لم تسابق الزمن سبقك لتقعد مع القاعدين.. غير أن ذلك لا يتنافى مع دعائنا الدائم في أن يمد الله لنا في أعمارنا مداَ.
وعلى الرغم من ذلك إلا أن موقفنا من الزمان وطوله يتباين بين شعورين؛ أحدهما في الحالة التي تتلبسنا الأيام الثقال ويسدل السواد أشرعته علينا فنتمنى لو أن الزمان يتعجل لينبلج نور النهار. وفي حال الحبور لو أن الزمان يطول! طال الزمان أو قصر، هو حتماً زائل بعيداً عن مفاهيم العدمية، كما أن الاستغراق في اللحظة! الوجود فيها هو المهم! جوهر التأمل وعينا بأنفسنا في اللحظة بعيداً عن الترقب الذي يبعث فينا التوتر وفوات الاستمتاع بالزمن.