المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠١٦

ماذا يعني أن أكبر عاماً؟

ماذا يعني أن أكبر عاماً؟ هذا التساؤل الذي اعتدت أن أبدأ به يوم ذكرى ميلادي المصادف للرابع والعشرين من أكتوبر. وفي معرض الإجابة على التساؤل أعلاه استحضر قول الشاعر (أحمد بخيت): سهواً كبرنا ولم نكبر  تعلمت مع كل ذكرى ميلاد أعيشها أن السن لا يغير الطبائع وأنه مهما قال القائلون بجمال الشباب إلا أني بعد التأكيد على ذلك أضيف أن الجمال لا ينتهي بانتهاء الشباب وإنما لكل عمر من الأعمار جماليته الخاصة التي تميزه عن غيره. وكما يقول العقاد( إذا كانت الأعمار الأولى أوفر حظاً من متعة الحياة، فالأعما  التالية أوفر حظاً من التمييز بينها والشعور بمزاياها والعرفان بما لكل منها من قيمة وحظوة). وفي هذا الاقتباس ما يهدئ من روعنا الذي يثيره شبح تقدم العمر مما يدفعنا إلى خشية فقدان خيالاتنا و شفغنا بكل ما هو جديد إذ تتحول نظرتنا إلى الحياة إلى النظرة الواقعية البحتة. أقول لكم وأنا أبدأ عامي الجديد أنني لم أعهد الاحتفال به، ولم أفهم حقيقة ما الدافع من الاحتفال. غير أني وبالمخالفة أُسعد إذا تذكر أحدهم تاريخ ميلادي وبادرني بالأمنيات السعيدة. كل عام وأنا أكثر أحلاماً، ثورةً، غلياناً..

لندن

صورة
لماذا لندن؟ لم تكن زيارتي الأخيرة للندن هي الأولى – ولن تكون الأخيرة-  ولا أتذكر هي تحديداً أي زيارة، إلا أني أعلم أنني زرت محطات عدة لعواصم شرقية وغربية لم أقض في أي منها مرحلة من حياتي ولا تتجاوز زياراتي سوى الإجازات القصيرة لذا فإنه لا أفضلية معيارية لأي منها. غير أن لندن كسبت بأغلبية مطلقة متقدمة على منافساتها من العواصم الرومانية والفرنجية وذات الإرث الفرعوني. وكيف لا يكون ذلك للندن وهي لندن الكُتاب والمثقفين، لندن البروتوكولات الإنجليزية  المتميزة بدءًا من شاي بعد الظهيرة وانتهاءً بثقافة الطوابير التي قد تمتد لساعات لأجل الظفر بكوب قهوة في مقهى عتيق! هي التي قال عنها محمد علوان (لندن جرحنا العربي الكبير الضارب في جذور التاريخ. كل مآسينا العربية أصلها لندن. كل أوجاعنا مصدرها لندن. كل الاستعمار ومخلفاته، والفقر وفجائعه، والعمالة وأذنابها، والشعوب التي نسيت شكل المجد، وطعم الانتصار، منشأها لندن) لتعتذر للعروبة بشارع في وسطها  تمارس فيه تخديرهم عبر السماح لهم باللهو المطلق تحت ستار ثقافتهم العربية. لندن التي نجحت بقوتها الناعمة أن تنسينا  أن (وعد بلفور) انطلق من أ

لماذا المدونة؟

صورة
باسم الله رب القلم لم أفكر يوماً أن أدون وذلك خشية من الوقوع في مسألتين؛ الأولى:أني أخاف من أن تتحول الكتابة من متنفس لزحمة اليوم والمهام إلى عبء ثقيل يحتاج إلى التفكير والإعداد. أما الثاني: فهو أني لا أجد عندي ما يستحق أن اشاركه الجمهور خاصة في خضم شبكات التواصل الاجتماعي والتي فتحت الباب على مصراعيه وبين جنباته نجد مبتغانا من كتابة فكرية أو نصوص أدبية.. المهم في الأخر أننا نقرأ. كما أن الله قد ستر على مواطن الضعف وبواطن الفراغ لدي عن الآخرين  فأخشى أن أُعري (نوف) أمامهم فأكشف ما ستره الله من سوء إما بسوء تعبيري وإما بمشاركة المشاعر المتصلة بالهفوات البشرية التي تفترضها فكرة أن أظهر كل تفاصيلي في العلن. الفكرة خطرت لي مؤخراُ بينما أنا أبحث عن حرفة أو هواية أمارسها لتخفيف الضغوط والاستمتاع، فلست بالرسامة الجيدة وإن تمنيت، ولا بالطاهية المحترفة وإن تذوقت. ولست فتاة ارستوقرطاية تحيل ضغها خيوطاً مطرزة على القماش، كما أن يدي  تتظاهر بالثقل على الحرف اليدوية. ولا أدعي أني أجيد الكتابة غير أني على الأقل أجيد جمع أحرف اللغة لأكون منها بضع كلمات قد يكون لها معنى لغوياً  بغض النظر عن القدرة