الاتزام بالتدوين!


كنت قد وعدت نفسي بالالتزام بنشر تدوينة أسبوعية إلا أنني تعثرت وأنا بالكاد أقول باسم الله، إذ انقضى أسبوعان دون أي حرف. ولعل أحداً لم يلحظ ذلك خاصة وأن أعداد الزيارات لا تكاد تذكر إلا أن من يعرفني يدرك الالتزام العالي لدي بطبيعة الحال، فالوضع مضاعف ما دمت أعلنت الالتزام في فضاء لا ينسى ولا يغفر مهما طال الزمن.

المهم أنني عادة لا أبرر، غير أنه يجوز أحياناً ما لا يجوز عادةً؛ إذ يمكن لي استغلال ذلك ليصبح موضوعاً للتدوينة ولا بأس ببعض البرغماتية أحياناً.
نية الكتابة موجودة والالتزام يلوح في ذهني مع كل زفير وشهيق، إلا أن البداية الصاخبة للعام الجديد أربكتني. لم اعد أعرف إن كان من اللائق الكتابة عن سنة الحب التي قررت أن اسمي بها عامي هذا بعد درس نقلته صدبقتي في تحديد الأهداف والنوايا وما يسبقها من استعداد نفسي وروحي للسعي وراء تحقيق هذه الأهداف التي تدور في فلك العام الذي تختار له اسماً. عام الحب يبدأ بتواتر أخبار وفيات ثم التوتر والتصعيد السياسي في المنطقة والذي لم يكن له أن يمر دون أن يجرني للتسمر خلف القنوات الإخبارية خاصة وأني أضع تلفزيون في غرفتي الخاصة في حركة أندم عليها بعض الأحيان! عموماً هواتفنا الذكية نقلتنا بالزمان والمكان في أجلى صور العولمة.
تساءلت كثيراً وأنا أبدأ يومي بخبر الضربات الإيرانية الفاشلة " هل من الضروري أن أتابع تفاصيل الأحداث السياسية ومستجداتها التي تؤثر على الأيام والتعاطي معها خاصة وأن الحالة المزاجية تحكم اليوم"؟
لم يكن هذا الاهتمام مكتسباً وإن كانت ظروف العمل في بعض الأوقات تستدعيه، إذ أنني ابتليت ضمن قائمة اهتماماتي الفطرية بالاهتمام بعلم السياسية ومستجداته كعلم يستهويني. غير أنه يبقى التساؤل " هل يقع على الفرد الاهتمام بالأوضاع والمستجدات الإقليمية كواجب عليه مدركاً للأخطار المحدقة والتي قد تمس وطنه وإقليمه، خاصة في ظل غليان دائم في إقليم تهدد أمن الكثير من دوله إيران! ناهيك من حق المسلم على المسلم مشاركته الألم والهم وهذا أضعف الإيمان. وهو حق إنساني أكدته شريعتنا الغراء متجاوزين بذلك كل الروابط والمذاهب والجنسيات والأديان.
لا يمكن لأحدنا أن يتغافل المشهد العراقي ولا أن يمر عليه دون أن يترك ندوباً عميقة في قلبه ولا يخفى علينا أن خسارة العراق أعظم خسارات القرن العشرين دون أننسى سوريا وكل الجراحات! وبهذا أتذكر الشاعر الجواهري حينما سُئل عن السر وراء نطقه لاسم بلده العُراق مضموم العين ليجيب " يعز علي كسر عين العراق".
 التاريخ مليء بالماسي ولا نعرف مفاجآت المستقبل والرجاء بلطف الله!

*وفاة نجيب الزامل رحمه الله درس قوي جداً لمن أراد أن يفهم.. والسلام.

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إلى من يهمه الأمر!..

هذه التدوينة ليست لمن يبحث عن فائدة!

الزمان يهد الأشياء!