تزوجي رجلاً!

قد يبدو العنوان غريباً بعض الشيء لمن يقرأه، ولا لوم على من يظن ذلك؛ إذ أن متطلبات الفطرة والطبيعة البيولجوية ونواميس الطبيعة قد قررت أن الزواج لا يكون إلا بين رجل وإمرأة.. ودعوا عنكم إدعاءات ما يعرفون بالمتحضرين أو المتحررين.

فما المعنى الباطن المقصود من العنوان؟ نحن نعلم جيداً أن للكلمات دلالات ومشاعر ومعانٍ حقيقية قد لا تُظهر للقارئ مباشرة وقد قيل قديماً أن المعنى في بطن الشاعر. ولا أدعي الشاعر أو الكاتبة وأن العنوان هو الي أضلنا بفحواه.
ولأن مفهوم الرجولة أضحى لدينا مفهوماً مقلوباً جرياً على العادات والسلوكيات الذكورية التي يُربى عليها الابن الذكر منذ نشأته على أنها صفات رجولية مثل النصرة والحمية وإكرام الضيف  وهي في ذاتها خلق فاضل غير أنها تأخذ معنى مغايراً متى ما كانت (هياطاً). متناسين أن من مقومات الرجولة أمور تعاملية قبل ذلك لا تدخل ضمن قواعدهم التربوية  إذ تسقط المرأة لتترك ثغرة تعاملية أسيء استعاملها.

-الرجل هو الذي لا يدفعني إلى إثبات (نديتك) له بإبراز قوتك وثقافتك.
-الرجل الذي يُصدِق قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم) فيَصدق لك على تعاملاته معهن.
- الرجل الذي يلمس الجوف بأيادي دافئة لأن الحب أمان، والأيادي الباردة ليست لرجل لانها بشكل أوبآخر نذير توقيت مرحلي متى ما انتهى غرضه رحل.
-الرجل الذي يعلم أن الحب عند الأنثى صدقاً، وليس ابتذالاً يستغله.
- الرجل الذي يؤمن أن الارتباط  وثائق من محبة وشعور لا يُبنى على بلوغه سن معين دعاه المجتمع عنده إلى الزواج فاستجاب هرباً من القيل والقال، ليختار أول فتاة اقترحتها أمه بناء على توصيات أخريات لأنها بنت عائلة وطويلة وبيضاء :).
-الرجل الذي يعتد بشرقيته في الحفاظ على أنثاه، لا بفرد عضلاته لأنه يظن هذه الرجولة.
-الرجل الذي لا يهزأ برقة مشاعر تفيض من قصيدة وتبكي لرواية لأنه أعلم الناس بأن القلب الذي يهزه كلمة يطير في حياوات مختلفة. فله في السعادة حياة، وفي الحزن حياة، وفي الرقة حياة، وفي الخيال وغيره حياة. قلب أخضر خصب.

إني لا أبحث عن ذكر غذى فيه مجتمعه مفاهيم رجولية يستضعفني فيها مع تذكيري دائماً أني لولا تكرمه بقبولي كنصفه الآخر لما نجحت في أن يعترف لي المجتمع بمكان محترم أعيش في ظله.

إني لا أؤمن في رجل يخجل من أن أمشي جنباً إلى جنباً معه لأنه يؤمن أن وراء كل رجل عظيم إمرأة. أنني أبحث عن رجل يفتخر ويفاخر بي. 
يمكنني النجاح لوحدي إذ أنني تعلمت أن أجعل الأرض منبسطة دون أن أنتظر شيئاً من أحد. غير أنه ما فائدة النجاح والتميز وما قيمتها مادامت خاوية من الحب والعاطفة والجانب الروحي؟ كل نجاح  عداها ناقص. 
إني لا أنتظر رجلاً هو أرض أحلامي كما يُخيل لكم وكما تربونا.. إني أنتظر "رجلاً" لا ذكراً ينسف ذاتي وطموحاتي وإنما يغذيها. أبحث عن رجلٍ  لا يأخه في حبي لومة لائم.
رجلٍ يمسك بيدي لنمضي معاً رفيقان درب حتى نطويه معاً.

  

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إلى من يهمه الأمر!..

هذه التدوينة ليست لمن يبحث عن فائدة!

الزمان يهد الأشياء!