سنة حلوة يا قميل!

تشرق شمس اليوم الثلاثاء 24/10لتضيف إلى عمري سنة جديدة. أحاول عبثاً تذكر ذلك اليوم الذي خرجت فيه إلى الحياة في أوج أزمات الحياة، إذ بينما أنا أطلق صيحات الدهشة الأولى مستنكرة النور بعد تسعة أشهر في أحد الظلمات الثلاث، ينقل جريح إثر جريح لمستشفى القوات المسلحة بالرياض.
لا أقول أنني استحق أن تستقبلني الحياة بباقات التوليب وعقود اللؤلؤ وإلا لعشت أحاول عبثاً رد جميلها وهي التي عودتنا أنها مليئة بالدروس ثقيلة بالعبر.
أفكر كل عام كيف سأستقبل عامي القادم، ما التغيير! إلا أنني استبق كل الأحداث وأشغل نفسي بغير داعٍ؛ إذ أنني أستقبله كل عام بحيوية أكثر، ببراءة مازلت أحتفظ بالكثير منها، بقلب طير، ومزاجية أنثى، وبأحلام تكبر، وبمقدار أكبر من الكافيين.
سهواً كبرت، دون أن تخالجني أمنيات العودة بالزمان لعمر أصغر او لمرحلة ماضية لأنني لا أخاف أن يتقدم بي العمر أو تكثر الالتزامات والمواقف فلكل عمر مرحلة، إنما أخاف أن يفوتنا جمال كل  عمر.
لم يصادر العمر خيالي ويضيق اختياراتي، ولم أشعر بالنضج الذي نبأنا به من سبقنا سناً مستخفاً بأمانينا على أساس ان الحياة واقعية.

رسالة العام الماضي إلى نوف:
أنت قوية رغم كل شيء، تثبتين حبك للحياة وجدك في الحصول على ما أردتِ. تجاربك المتعبة وخساراتك وإن أثرت على جسدك إلا أنها أكسبتك لغة حوار مع كل عضو من أعضائك.. الألم نعمة أحياناً.
أنتِ تعلمين أنك محاطة بعائلة رائعة، أصدقاء طيبين، أناس خيرة، وهذا يكفي أن تتذكريه مع بداية كل عام كأحد أشيائك الحلوة.
حافظي على إيمانك بأن الغفران وحسن الظن نبل لا ندم عليها ، وقوة داخلية لك تحفظك من تلوث الحياة.
في انتظارك هذه السنة إنجاز ونجاح والكثير من الحب.. كل ما عليك إغماض عينيك والتحليق ففي الحياة متسع.
وسنة حلوة يا قميل!

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إلى من يهمه الأمر!..

هذه التدوينة ليست لمن يبحث عن فائدة!

الزمان يهد الأشياء!