أعيش إجمالاً على إيقاع هادئ ولا تحدث أشياء مهمة تدهش حقاً


أنهيت قبل يومين قراءة المراسلات بين الأدبين اليابانيين كاوابات وميشيما، وهي بالمناسبة التجربة الأولى لي مع الأدب الياباني. إلا أن أدب الرسائل يحتل مكانة متقدمة لدي بين فنون الأدب المختلفة.
يجيب الأديب مشيما على السؤال عن حاله بـ(أعيش إجمالاً على إيقاع هادئ ولا تحدث أشياء مهمة تدهش حقاً) ليعيدني إلى مواجهة شعور أعتقد فترة أني تجاوزته بإعطاء الفرصة للأشياء الصغيرة لتفعل ما تفعله من باب كرم الاعتقاد بأن كل شيء يؤدي واجبه وأنه لا داعي لعيش حالة ترقب دائماً وانتظار لحدث كبير قد يفوت علينا ملذات ولحظات صغيرة حلوة!
لا أعلم حقيقة أيها أصح؛ ففكرة الاعتياد قد تبطء رتم الحياة التي و إن جرت كلمحة عين إلا أن ساعاتها بطيئة، وتضيع أحياناً ونحن نبحث عن ذلك المفقود الذي لا نعلمه.
وبذلك وبدون الالتفات إلى الأمور البسيطة تتحول الأيام إلى جفاف روحي بمشاعر جامدة. إلا أنني أتذكر بهجتي وأنا اكتشفت ملاءدمة سيروم فيتامين سي لبشرتي ليعطيها مظهراً أفضل وأتذكر مقدار حديثي عنه وشيء من لمعة البهجة في عيناي وأنا أصف تأثيره لكن دون أن يطول ذلك كثيراً إذ تباغتني هجمة البحث عن دهشة قيِمة متناسية بذلك تأثير السيروم علي وعلى أيامي!
أفكر في أننا نستحق الدهشة! العالم مليء بالرتابة، الملل، المجاملات المبالغ بها.. حياة مادية بحتة وكدح حتى لا نتأخر عن هذه الحياة.
 وحيثما نظرنا سواء في الواقع أو العالم الافتراضي ؛ الأشياء متشابهة بل وحتى الأشخاص.. نمط الحياة واحد يبدأ بكوب قهوة من ذات المقهى وينتهي بعد أن يقع هاتفه المتحرك من نوع اتفق الجميع على ألا يقتنوا غيره لينام  بعدها على مفرشه الذي لا أبالغ إن قلت أن الجميع ينام على نفس نوعه والبركة في إعلانات مشاهير السناب.
 ومن ذلك يمكن القول أن للدهشة معيار تتحدد بموجب مظاهر الحياة الموحدة متناسين بذلك الأبعاد الروحية والنفسية لكل شخص وجوانب اهتماماته.
أعتقد أننا نتوقف عن الدهشة في اللحظة التي تصبح خلايانا مستعدة أن تمنح الأشياء قيمتها.. قيمتها المادية التي سعرت بما يمليه العالم الاستهلاكي الذي نعيش فيه.
الدهشة هي ترجمة للكثير من معاني العمق وتفسير للكثير من المشاعر الباطنة فاحمد الله إن كنت لم تتوقف بعد عنها لأنك من القلة المتصالحة مع نفسها المستمتعة بالرقص على إيقاع الحياة الذي وإن كان هادئاً إلا أنه مدهش!

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إلى من يهمه الأمر!..

هذه التدوينة ليست لمن يبحث عن فائدة!

الزمان يهد الأشياء!