في ديسمبر تتحقق الأحلام


في ديسمبر تتحقق الأحلام. جملة مألوفة تتردد كثيراً لتخلق جمالية للشهر الواقع في ختام السن لتبعث في أنفسنا الأمل على أن يكون الختام مسك!
ديسمبر حصاد الأيام، وضع حد للخطط المؤجلة أو المعدة بعناية لتحقيق هدف. ديسمبر الشهر المخصص للحديث عن إنجازٍ ماضٍ والتخطيط لإنجازات العام القادم ولتصفية الحسابات. وهو فرصة لمحاسبة النفس والتقييم النهائي لموازنة العام التي لا مفر منها لأننا مهما تجاهلنا التقويم فإن الموجة السائدة في المجتمع تركبنا لنواجه الأيام الأخيرة من ديسمبر في سباق حتى لا يفوتنا العام.
في هذا العام الكثير من الروتين، الأوقات الحلوة مع الأهل والأصدقاء، الخيال، الكثير من الحب، والسماح لنفسي بإظهار تقلبات المشاعر المختلفة وإن لم تتقبل من حولي. تجارب جديدة والكثير من الأخطاء والمشاكل ذات الطبيعة المختلفة. حضرت الكثير من مناسبات الأعراس بمراحلها المختلفة وهي ثقيلة علي بالمناسبة، إلا أنه لأجل صديقة الروح "الهنوف" والتي كادت تتجاوز ليالي الاحتفال بزواجها الألف ليلة وليلة تصبح هذه الليالي أخف من الريشة. أطلقت العنان لشهيتي وهو ما يتماشى مع الطبيعة التوسعية لمطاعم الرياض، والنتيجة طبعاً كيلوات زائدة نختم بها هذا العام. إلا أنه وكما تقول إليزابيث جلبيرت في رواية (طعام صلاة حب) وهي تتجول في إيطاليا الموطن الأم للبيتزا وبعد زيادة عدد من الكيلوات أنه لا مشكلة مادام أن هناك الكثير من محلات الملابس التي توفر مقاسات جينزات أكبر! المهم أنني استمتعت واقتنعت أن الأكل متعة.
أكاد أقول أنني ومن تجليات عام 2019م أدركت عمق السؤال الفلسفي المتمثل في معرفة من أنت؛ لأن الإجابة لا تساعدك فقط في رسم سياستك الحياتية أو صياغة أهدافك وفقاً لمنظومة قيمك الخاصة. معرفة من أنت تساعدك في بناء ثوابتك وهو مما لا شك فيه أساس كل بناء تشيده في حياتك، أساس أهدافك والمرشد إلى صياغة خططك لكل يوم ويحكم سلوكك وتصرفاتك ورؤيتك.
الوصول لمعرفة كاملة بالنفس لهو عملية تراكمية صعبة تحتاج إلى الكثير من الخبرات والتجارب، والحالات النفسية والمشاعر المختلفة. فلا تستعجلوا شيئاً ولا تقسوا على ذواتكم. اصنعوا لأنفسكم توقيتكم الخاص دون خشية أن يفوتكم قطار مرحلة ما، فالمرحلة تأتِ في الوقت المناسب لك.
ومادام حديث التدوينة أساساً عن الهدف، فإنه وبعد مراجعة بعض من سير المؤثرين والناجحين يتبين بأنه لا ضير أن تتغير أهدافك وهذا ناتج صحي وطبيعي لمحاولتك فهم وإدراك نفسك وما تريد فعلاً. إلا أن لكل واحد منا هدف قصير فهناك هدف اليوم وهدف البارحة الذي يتكشف في عزلتك اليومية التي تجد لها وقتاً ولو لدقائق في خلال يومك المزدحم فلا تهملها.
إدراكك أن لحياتك قيمة يزيد شغفك في الحياة ويخفف حدتها ورتابتها ويساعدك على تحريك حجرة النرد في لعبة الحياة.
نصيحتي في آخر 2019م تجربة تمارين التنفس، فهي معين جيد بعد الله في تحسين الحالة المزاجية وإزالة التوتر مع الاسترخاء، ناهيك من أنها فكرة اقتصادية! كل ما هنالك شهبق عميق يدخل الهواء -وهو من عند الله بالمجان- إلى أعمق نقطة في الصدر ثم حبس النفس لثواني تطرد بعدها السموم خارج رئتك عبر الزفير. ( في اليويتوب شرح كثير ووفي لهذه التقنية).
                       
عام سعيد تقتربون فيه من أنفسكم أكثر.

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إلى من يهمه الأمر!..

هذه التدوينة ليست لمن يبحث عن فائدة!

الزمان يهد الأشياء!