ما هي عاداتك في..؟


يكثر الحديث عن ضرورة توفر ظرف معين لإنجاز حرفة، مهمة، عمل... الخ معين. وكثيراً ما نسمع السؤال الذي يتكرر لكل قارئ (ما هي عاداتك في القراءة)؟ والمتوقع أن تكون الإجابة كوب قهوة سوداء في مكان أنيق وموسيقى هادئة وكأنه في غير هذا الوضع لا يمكن أن يقرأ! 
ولعل هذا صحيحاً في الحالة التي نقنع فيها عقلنا الباطن بأنه في غير هذه الظروف تستحيل القراءة. 
والوضع هكذا في الكثير من الأعمال. إلا أنه وبمفهوم المخالفة؛ إذا لم يتوفر الجو لن يكون هناك عمل والنتيجة قابلة للاحتمال في الحالات التي يكون هذا العمل نوع من الرفاهية والهوايات التي لا تشكل مسألة حياة أو موت- وهو وصف للمبالغة للحديث عن أهمية أمر- كالمهام المرتبطة بوظيفة قد ينتج عن الإهمال بها فصل تام، أو تلك المرتبط بمشروع مالي خاص دون داعي إلى التذكير بما قد يترتب عن خسارة مالك.
من الجيد أن يكون للشخص طقوس معينة، أن يهتم بالتفاصيل التي تصنع له ذكرى جميلة للتجربة ورغبة تدفعه إلى تكرارها، غير أن إخضاعها للحالة المزاجية قد يخسرك إياها في بعض أحيان عبر التسويف لحين توفر الفرصة المناسبة التي قد لا تأتِ أو تتأخر حتى تفقد شغفك أو موهبتك التي ستسعى إلى ترميمها.
عاهدت نفسي ألا أبدأ بكتابة أي محتوى مهما قلت حروفه وأنا في حالة حزن وذلك لأسباب عدة؛ أحدها أنني وبفعل طبيعة مجبولة عليها أميل إلى الكتمان أكثر من البوح ومشاركة الأحزان، وثانيها انني أشفق على أمي وعلى كل من يحمل همي من أن يقع النص بين يديه مع كل ما يمكن أن يطال النص من تأويلات وومبالغة فلا يطيق حزني. وثالثها أن في الحياة من التعاسة والسواد والأحزان ما يكفي حتى نهايتها ويزيد فلا داعي أن يصادف حرفي قلباً محزونا فأزيده هماً إلى هم؛ لأن المشاعر الكئيبة وإن جهلت صاحبها لا يمكن أن تمر والسلام في الحالات الطبيعية.
أحب أن أحتفظ لبعض الأماكن بذكريات حلوة ترتبط بحدث سعيد أو مزاج لطيف أو صحبة حلوة لأمنع نفسي من زيارتها بغير الحالة التي تركتها فيها. والمقربون مني يعرفون خريطة قلبي في الرياض بدون إرسال اللوكيشن. وفي ذلك إشارة إلى أنه لا يمكن تجاهل المزاج دائماً.
بدأت الكتابة وأنا أشعر بصداع يضغط على الجزء الأيمن من رأسي في محاولة منه لتعكير مزاجي وصدي عن الكتابة إلا أنني أنهيتها ونجحت رغما عنه وبدون كوب قهوة أو رائحة زيت التوليب في هواء الغرفة. نجحت في مجاهدة نفسي لأنتصر للعادة التي أحاول تأسيسيها وهي تدوينة لكل أسبوع خارجة بذلك على القول الذي يقول ( خير عادة ألا تجل لك عادة) ولي بذلك مبرراتي. عسى الله أن يثبتني وأن يعين كل من قادته الصدفة لمدونتي ليجد أكثره من السواليف.

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إلى من يهمه الأمر!..

هذه التدوينة ليست لمن يبحث عن فائدة!

الزمان يهد الأشياء!