المشاعر المتأخرة لا تؤدي دورها!


تمر بك أيام ثقال لأسباب تعلمها وتارةً تجهلها، وقد تكون دون أسباب واضحة وإن رفض البعض هذا القول بحجة أن هذا الشخص نفسية، إلا أنني ومع احترامي لهم أؤمن أن النفس كالطقس تماماً يعتريها ما يعتري الجو من تغيرات دون أن يكون بالضرورة السبب في البرودة هو مرور الرياح بجبال جليدية. فالنفس قد تكون ممطر تارة، مستقرة كثيراً، ضبابية مشوشة في فترات أما الأسوأ فهي حالة العواصف والدمار الذي تلحقه ويصعب إزالته في بعض الحالات. وطبيعي أن ينتج عن الأيام الثقال عواصف شديدة جداً تزداد سوءاً بطبيعة الحال في الأيام الباردة التي يحتاج بها المرء الى الدفء وإن كان كوب البابونج يقوم بدور جيد إلا أنه لا يوزاي دور كوب الشوكولا الساخنة عدوة الميزان والبنكرياس الذي يحتاج إلى قوات مساندة خارجية من الإنسولين لمواجهتها.
لا أعرف وصفة سحرية تخفف وطء هذه الأيام وإن كان الفرد هو الذي بقوته وهمته يدفع الكثير منها. إلا أنني أؤمن أن الشخص المحظوظ هو المحاط بهواء يدخل في تركيب جزيئاته الكثير من الحب. الحب بصوره الكثيرة من اهتمام وتقدير وتقبل ومبادرة وعطاء.. الخ. المرء يتعافى بأحبابه إذ بهم يعشب الروض المقحل، ويمكن بمساعدتهم بناء سدود وجسور تقاوم الاعتداء الغاشم للعواصف ومقذوفات البراكين.
لا يتطلب الأمر مجهوداً كبيراُ، يكفي إشعاره بالحب والأهمية وهي قوة خفية يمكنها أن تواجه الرياح العاصفة وتهدئتها ومن يدري إذ قد تحيلها إلى سحب ممطرة!
لا تدع الأيام تأخذك دون أن تستشعر خلو أيامك منهم إذ أن مكانهم لا يملأه أحد غيرهم، التفاصيل وجدت لمشاركتهم، وأن الأيام الثقال لا تدفع إلا بيديكم معاً. المهم ألا تتأخر تحت ذريعة الأيام القادمة لأن الأشياء المتأخرة لا تؤدي فريضتها وكذا المشاعر! والأصل أن بدون اشتراط ذلك أن العطاء مقدر ومردود والحب من المعروف المقدر الذي لا يضيع.
التقط الإشارات – ومن المصادفة أنني استمع إلى ساعة أبو نورة على روتانا بينما انا أكتب هذه الكلمات ليمر على مسمعي صوته العذب وهو يقول" والحر تكفيه الإشارة"- وأدرك الاحتياج دون أن تنتظر الطلب لأن الاهتمام لا يطلب ولا يستجدى وهو لغة من لغات الحب لعلنا نحاول إتقانها.. الموضوع لا يحتاج مجهوداً مادياً أو مرهقاً هو فقط معنوي قد يبلغ أثره ما لا يبلغه المادي.
تمسكوا بمن يحبكم، بمكن يذكركم أن الحياة بكم تحلو وأنكم القمر لسود الليالي. تمسكوا بالذي يتقبل حالاتكم النفسية وتقلباتكم المزاجية وهو فنان جيد يحسن العزف على إيقاعات أصواتكم المختلفة إذ يميز في عباراتكم اليومية حالاتكم المزاجية فيمكن له بعد أن يدرك تكدركم في تحيتكم الصباحية المعتادة أن يحيلها إلى نغماً سعيداً يطربك ويطربه.
تمسكوا بذلك الحاضر دائماً الذي يخشى الغياب أو التأخر لأنه مؤمن بفكرة أن الأشياء المتأخرة لا تؤدي فريضتها. ذلك الذي يردد:
تحيا بكم كل أرض تنزلون بها
كأنكم لبقاع الأرض أمطار
وتشتهي العين فيكم منظراً حسنا
كأنكم في عيون الناس أزهار
ونوركم يهتدي الساري لرؤيته
كأنكم في ظلام الليل أقمار

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إلى من يهمه الأمر!..

هذه التدوينة ليست لمن يبحث عن فائدة!

الزمان يهد الأشياء!